تغيبين، أغيب، منذ الليلة الفائتة، تغيبين، أغيب، أردد الاحتمالين، كما كنا في البراحة الواسعة نساقط وريقات الأقحوانة الصفراء الصغيرة، فتنساب الأحلام واسعة وسع البراحة. نسائل الأزهار هل أحبونا أم لا، ولا نعرف من الحب سوى رسم الكلمة.
تعرفين، كل أقحوانة تحمل في روحها ما يقارب خمسة عشر وريقة، وأننا، سواءً أحبونا أم لا، نزرع بكل سؤال خمسة عشر احتمالًا آخر للحب.
تقول أختي أن الفرصة في كل سؤال “fifty, fifty”، لكن هل هي حقًا “fifty, fifty” حين نضرب التربة بحثًا عن الكمأ في غير موسم المطر ؟ أو نمسك بمقود السيارة في عز الظهيرة، متخيلين أننا لن نحترق ؟ أو أن نشتم كتابًا جديدًا، فلا تكون رائحة جميلة ؟ أو أن تضحكين، فلا يذوب قلبي ؟ هناك أمور لا تقبل القسمة في احتمالاتها. أردد السؤال مرة أخرى، تغيبين، أغيب، لكن النتيجة واحدة؛ كما نصل في كل مرة تنتهي فيها الوريقات إلى قلب الزهرة. لا تغيبين، لا أغيب، لا نغيب. ونتكلم عند الظهيرة.