بطء

يمر يوم الخميس وينتهي دون أن يحدث شيء بالتحديد. كل شيء يجري بذات الهدوء الذي اعتدت عليه. أفتح نافذة غرفتي قليلًا، ومن الزاوية التي بنيت بها غرفتي، كان مستحيلًا على رأسي أن يستقيم ليبحث عن القمر في كبد السماء. أنظر نحو الحديقة، وأجد بركة ماء صغيرة فوق قفص الدجاج، إلا أن تراكم الغبار وأوراق شجرة …

Normal People

تشرق الشمس، ولا أعرف ذلك إلا من النور المتقطع من شتر نافذة غرفتي، وهو ينعكس على زاوية الجدار المقابل. أجلس لساعة أو ساعتين، أحاول استيعاب كل الثقل الذي أشعر به فور انتهائي من مسلسل Normal People. كنت أستثقل حتى الخطوة الصغيرة التي كنت سأخطوها نحو النافذة، لأرى الشروق من وراء حديقة بيتنا، لأشعر ولو قليلًا، …

مدن وما لا أفهمه من الأفلام

تغرب الشمس قليلًا، ومن العتمة التي تغطي جنبات الطريق، لا يزال النور يُري العين ما تحتاج أن تراه. أمر بجانب لوحة محكمة الأسرة، وأجد علامة أكس مرسومة ببخاخ أسود. أظن لوهلة أنني أستطيع اختراق اللحظة التي أرى بها اللوحة، لأفهم ما الذي يعنيه أن يخرّب شخص كلمة الأسرة. ولكن ليست كل الأمور بتلك البساطة.كنت أغالب …

برد

في البرد الذي يحيط بجسدي الراكض في حديقة الشهد، لا تتجمد سوى أطراف أصابع يدي. كنت أجمع كفي، أنفخ فيهما، ولا ينتشر الدفء سوى للحد الذي ينتهي به نفسي القصير. كنت ما إن يمر أحد بجانبي، حتى أكف عن تلك الحركة، فكما يقول أبي "الذيابة ما تستبرد". درجة الحرارة ١٢ درجة، اكتشفت أنني لم أكن …

نسيان

لا ألحظ ضعف ذاكرتي في المشاهد التي يبدو فيها النسيان ضعفًا. تحدث في المواقف البسيطة التافهة، أن أحاول الزهو بامتلاكي من مكتبة مستعملة نسخة كتاب موقعة لكاتب مصري لم أعد أتذكر اسمه الآن، أو أن أحاول شرح كيف يبدو عذبًا إيجاد رسالة حبيبة في نسخة رسائل عشيقة لبيسوا، دون أن يرتسم أمامي ما هو عذب …

أشياء أخرى

طوال الليلة الماضية كنت أشاهد مقابلة بين أنس بوخش وأمه هالة، حين كانت كلماتهم تسير رويدًا رويدًا نحو نقطة واحدة في الوسط؛ حتى أصبح أنس في نهاية المقابلة يتحدث وينظر نحو الحب، كما كانت أمه تتحدث وتنظر نحو الحب. "يحن العرق" في اللحظة التي تفضح فيها لا إرادية فعل معين، المكان الذي نشأ فيه الشخص. …

بوكوفسكي

فيما كنت عائدًا للبيت من رفقة صديق حتى الساعة الواحدة صباحًا. توقفت عند إشارة حمراء. أشعلت سيجارة وتأملت الشق الآخر من اليوم. وفكرت فيما اعتاد أبي أن يقول عند غروب الشمس: انتهى اليوم. نابذًا الجزء الحالك من الأيام، ومقتصرًا حدودها على الشمس وضوؤها. نظرت مرة أخرى للسيجارة التي تعذّرتُ بحسن تربيتي لكي لا أدخنها، رغم …

كيف تُعاش الحياة بجانب بيت يُبنى ؟

لا يختلف كثيرًا صوت الصخور المتساقطة من سقف بيت الجيران قبيل سفري إلى دبي، عنه حين رجعت منها. أستيقظ صباح يوم الخميس، كما أستيقظ تمامًا في الخميس الذي بعده، صوت طقطقة الصخور، نداء عامل من بعيد، وألم في عضلة الفخذ والساق وباطن القدم من زحمة السفر. أستصعب الخروج من غرفتي بعد السفر. أتلحّف في سريري …